يقول العالم نيوتن في قانونه الثالث الشهير((لكل فعل رد فعل ..يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه))...وهذا القانون يكاد يكون مصداقا صريحا لما أفرزته مجالس المحافظات السابقة والتي لم يجد الناخب العراقي فيها أي نفع يذكر سوى ما حققته من ابتعاد عن واقع العراقيين والنظرة الفوقية تجاه طبقات المجتمع المحرومة.بل إنها عملت على محاربة هذا الشعب المسكين في قوته اليومي ورزق عياله من دون استحداث مصادر للرزق السليم...فكانت مطاردات رجال الشرطة بين الحين والأخر لشريحة الشباب العاطلين عن العمل في الأسواق بتوجيه من مجالس المحافظات, سياسة منهجية غير مدروسة العواقب...
ومن أهم العواقب التي جرتها تلك السياسة هي نظرة الاشمئزاز والاحتقار من قبل تلك الشرائح لمجالس المحافظات حتى بات أمل التغيير والانتقام من خلال إقصاء الجهات والشخصيات التي كانت على رأس الهرم في المحافظات ،شغل المواطن الشاغل....
وما أن حانت لحظة التغيير من خلال انتخابات مجالس المحافظات ((الأخيرة)) حتى أخذت رياح التغيير والعقاب تهز أركان المتغطرسين ولتكون الانتخابات وسيلة لعقابهم بعدما كانت وسيلة لوصولهم إلى مركز القرار...
لكن سرعان ما اكتشف المواطن المسكين انه وقع في الفخ من جديد وانه أصبح ضحية بعد أن كان يرى نفسه قادرا على محاسبة ومعاقبة من استغل حقوقه المادية والمعنوية...بعد أن أفرزت انتخابات مجالس المحافظات جهات وشخصيات قديمة بوجوه جديدة مزيفة ..ليخرج من يخرج من الباب ويدخل من الشباك بعد أن غرروا بالمواطن من خلال برامج وسياسات مكذوبة...
ونتيجة لكل ما سبق فأن المواطن أصبح أمام مفترق طرق استراتيجي ...إما التغيير الحقيقي البعيد عن الخداع والتسويف..وإما الوقوع في الفخ القديم والجديد..وبالتالي فان على المواطن الشريف أن يدرك أن قراره يؤسس لمرحلة خطيرة ومصيرية تمتد لفترة هي أطول بكثير من عمر الحكومة التي سوف تفرزها الانتخابات القادمة لمجلس النواب...والتي ستكون قطعا وأكيدا مصداق للتغيير واختيار شخصيات بعيدة كل البعد عن منهج البرلمان الحالي والحكومة الحالية بشرط نزاهة النتائج التي سوف تفرزها تلك الانتخابات...
دكتور محمد الحميداوي
باحث سياسي وقانوني
bioiraq@hotmail.com
موضوع: دراسة: رياح التغيير تعصف من جديد // مجالس المحافظات أنموذجا 
الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 3:48 am
