منتديات عيون كركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات شاملة تعليمية ترفيهية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الولاء للوطن
عضو مشارك
عضو مشارك
avatar


المزاج : الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه 1210
البلد : الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه 123
الجنس : ذكر
الأوسمة : الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه 86623287lq6
عدد الرسائل : 35
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 18/11/2009
نقاط : 10651
السٌّمعَة : 0

الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه Empty
مُساهمةموضوع: الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه   الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه Emptyالثلاثاء نوفمبر 24, 2009 3:55 am



صالح الطائي

الدكتورة (لويز دياموند ) رئيسة مبادرات الأنظمة العالمية (Global Systems Initiatives). ومؤلفة ووسيطة ومستشارة،عملت في مناطق ساخنة ومواقع متعددة الثقافات حول العالم. ومنظمتها تقدم توجهاً منظماً للقضايا العالمية المعقدة. كتبت موضوعا لنشرة (Common Ground News) عن عملية إطلاق النار الأخيرة في قاعدة (فورت هود) الأمريكية التي نفذها الميجور الطبيب (نضال مالك حسن) الأمريكي من أصول عربية أردنية والتي قتل وجرح خلالها أكثر من خمسين عسكريا أمريكيا.
موضوعها كان بعنوان (الذئب الذي تختار أن تطعمه) ابتدأته برواية قصة كلاسيكية تعود أصولها للسكان الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) تتحدث عن جد يخبر حفيده عن معركة بين ذئبين داخل كل منا، واحد ممتلئ بالطاقة الغاضبة المرعبة. وآخر ممتلئ بطاقة التعاطف والأعمال الحسنة. وعندما يسأل الطفل جده: أي ذئب يفوز؟ يجيبه الجد الحكبم: الذئب الذي تختار أنت أن تطعمه. !
ثم قالت بعد ذلك: يواجه الأمريكيون بعد خيارياً حول الذئب في داخلنا الذي نطعمه. هل نتبع أسلوب (لقد أخبرتك من قبل. هؤلاء المسلمين عنفيين جميعهم ولا يمكن الوثوق بهم) كما يفعل بعض الجهابذة الآن؟ أم هل نستغل فرصة مد يد التعاطف والفضول هذه المرة نحو أصدقاءنا الأمريكيين المسلمين ونسعى للمزيد من التفاهم حول الضغوطات التي قد يشعر بها بعضهم وهم يعيشون في هذا البلد؟
وتطرقت لتربط بين القصة الكلاسيكية، وحادث إطلاق النار، وأحداث 11 أيلول بشكل رشيق فقالت: تشكل الأحداث المأساوية في فورت هود، بل يجب أن تشكل نداءاً يجعلنا نصحو مرة أخرى إلى حقيقة أن أمامنا جميعاً قراراً نتخذه: يمكن لما يفرقنا أن يقتل أو يشفي. أي ذئب تختار أن تطعمه؟ ... توفر لنا عملية إطلاق النار الفرصة بالضبط، كما فعلت أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على مستوى أوسع بكثير. أعتقد دائماً أننا فقدنا في ذلك الوقت لحظة مفتوحة ضخمة كان يمكن أن تشكل نقطة تحول في التاريخ البشري. تخيل لو أننا دعونا بعد الهجمات مباشرة لحوار عالمي دائم بين المسيحيين والمسلمين واليهود حتى يتسنى لنا فهم بعضنا بعضاً بصورة أفضل، لبناء جسور الآمال والاهتمامات المشتركة، وإبراء الجراح التاريخية المتقرحة وتشكيل رؤية مشتركة حول كيفية العيش معاً بسلام على هذا الكوكب.
يا ترى كم محطة من هذه المحطات، وأكبر منها آلاف المرات مرت علينا نحن العراقيين على الأقل منذ 2003 لحد الآن؟ وماذا أطعمنا الذئاب التي في داخلنا خلالها؟ وماذا كانت النتيجة؟ وإذا كان مقتل ثلاثة عشر جنديا أمريكيا يعد صدمة وحدثا مأساويا يتطلب رد فعل مناسب بعضا من نتائجه وليس كلها: عقد حوار أديان بين أكبر الكتل في العالم، بل أكبر ثلاث كتل عالمية على الإطلاق، فبأي شكل يجب أن تكون نتائج الصدمة التي يوقعها رد الفعل مما حدث ويحدث في العراق منذ عام 2003 ولغاية هذا التاريخ؟ بل هل ستكون هناك ردة فعل مهما كان مستواها ودرجة بساطتها، أم أن ذلك مجرد هراء؟ !!!
لقد أرادت الدكتورة القول، بل تكرار ما قلناه نحن من قبل ابتداء منذ عصر البعثة الأول وطور الإسلام المكي وحتى هذه الساعة من أن ثقافة الحوار العقلاني المبني على نوايا خالصة تخلق روابط إنسانية وتكسر الصور النمطية عن "الآخر". وهي ما لم تكن مرتبطة بعزيمة سياسية للعمل الجاد والفعلي على تغيير الظروف التي ترعى الأمور الخلافية، فإنها لن تكون فاعلة في نهاية المطاف.
ونحن قبل الهنود الحمر وغيرهم نعرف أن هنالك ذئبان موجودان في داخلنا وفي داخل كل إنسان في الكون، وهو من يطعمهم ويغذيهم وينميهم. ونعرف أن فينا من اعتاد أن يطعمهما سوية بلا تحيز أو مفاضلة تحسبا واستعدادا لكي يطلق من يحتاجه منهما تبعا لمستجدات الظروف. وفينا أيضا من يطعم الذئب الممتلئ بالطاقة الغاضبة المرعبة ويطلق سرحه لينهش الآخرين دون تمييز، وبلا سبب، فقط لأن روحه تضمر الحقد والكره للآخرين. وفينا من حباهم الله قدرة التمييز ورجاحة العقل وقوة الإيمان، وهم الذين اختاروا أن يطعموا الذئب الممتلئ بطاقة التعاطف والأعمال الحسنة لكي يساهم في بناء الوطن والعقيدة والدين ويساهم في بناء وتطور البشرية جمعاء دون تحيز لعرق أو لمذهب أو لدين أو لقومية.
ولا توجد قوة لها قدرة التأثير على هذه القرارات المتباينة المتعارضة سوى قوة العقل والإيمان والمواطنة. فمن رجحت عنده هذه الموازين فهو العراقي الشريف المؤهل لحمل شرف جنسية العراق لأنه مؤهل لأن يكون مصدر خير وبناء في المجتمع، أما سواه فمن العار أن يحسبوا ضمن العراقيين.
فإذا كان في أساس طباع كل منا وحش دموي سفاح فثمة ملاك طاهر أيضا , وانتصاره على الوحش أكثر احتمالية لكونه مدعوم بمنظومة القيم الأخلاقية للمجتمع . والإنسان وحده هو المسئول عن تقوية أي من الجانبين يشاء كما في قوله تعالى ((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )) أما (آتيين لا بواسيه ) الذي يقول في كتابه العبودية المختارة : يجب أن لا نراهن على الطيبة الموجدة في الإنسان , طالما يمكنه أن يؤذي ومعه مفاتيح القوة فهو واهم جدا وألا ما كان الأنبياء قد راهنوا جميعهم على الطيبة الموجودة في الإنسان وسعوا إلى تنميتها في وجدانه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحوار والذئب الذي تختار أن تطعمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عيون كركوك :: المنتديات العامة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: