استسمحك يابلدي فانا لم اهجرك، انا اهرب كي لا اشارك في مقتلك

اعذرني يا بلدي فابنائي لا يلفظون اسمك، فهم اطفال لا يعرفون قدرك

ما أعظم صبرك يا بلدي وما أعمق جرحك، لاتزال تنزف قهرا والسكين سكين شعبك

افقدوك السمع والبصر وكمموا فمك وقيدوك وهتفوا بحبك يا بلدي ما اعظمك

وضع القيد التتار باركه العثمانيين اتمه الانكليز زادهوا البعث جدده المحررون

محررون حاقدين افغان وايرانيين جهلة وجائعين وانت صابر مسكين

ياااه مااصلب و اقوى قيدك قرون مضت ومازال القيد يكبل يدك

استسمحك يابلدي فانا لم اهجرك، انا اهرب كي لا اشارك في مقتلك

لست خائنا أو جبانا أو عميل لست خائفا او طامعا او غدار

انت تعرفني فكنت بين اهلك نزيل والغريب هو من كان صاحب الدار

كيف لي ان ابقى معك وانا اراهم يعذبوك يمتصون دمائك ويحجروك

اعذرني فانا لا املك صبرك انا اعشقك فلا استطيع ان ارى نزيف جرحك

رأيت كيف كمموا فمي رأيت كيف اهانوا كرامتي رأيت كيف افقدوني عزيمتي

ماذا افعل اخبرني يا بلدي اغمض عيني افقد سمعي اضع القيود في يدي

كيف اعيش معهم وانا اكره وجوههم اكره رائحتهم العفنة اكره كلماتهم

يقولون انهم حرروك بعزمهم لكنك تعلم خبثهم والاعيبهم وكذبهم

شوهوا كل شيء جميل فات لوثوا دجلة كما لوث اجدادهم الفرات

فكل ما أحببت فيك يا بلدي مات ولم يبقى منه سوى الرفات