أرض الطفوف
قف على أرض الطفوف
وأبكي على ذبيح السبطين
خامس أهل الطهر والكساء
ريحانة النبي ذاك الحسين
ابن الفتى الحاسر الانزع
الوصي امام الموحدين
مررت بأرض كربلاء
فجالني الشوق ملىء الخافقين
لزيارة قبر من تفرى لحمه
على المباظع تريب الخدين
وقفت على قبر الحسين
قتيل العبرات شهيد الثقلين
فأخذتني أرض الطف لعالم
الخيف بين العسكرين
حيث صراخ العطاشى وحر
الحشاشة تحرق أكباد الطاهرين
وكأني بالعقيلة زينب تصرخ
وا عباساه أدرك خيل الكافرين
وا عباساه واعلياه وا محمداه
هذا شمر اعتلى صدر الحسين
يحزُ بسيفه وأدمى رقبته
ليت السماوات أطبقت الارضين
ودكت سنابك خيل الطغاة صدره
ونادوا يا لثارات بدر وحنين
لأصبن عليك يا حسين دمعا"
ما دام الدهر يدور والفرقدين
قتلوا الصلاة في محرابها
وخرقوا القرآن بين الدفتين
وكأنهم لم يسمعوا حديث النبي
الحسين مني وأنا من حسين
قتلوا خير العباد كلهم منازل
آيات ومهبط جبريل الأمين
وجد السير نحو باب الوفاء
قمر الهواشم قطيع الكفين
وقفت على أعتاب بابه
فهال الدمع بجود العينين
وكأني بعالم أرض الطف
اذ يقول العباس للحسين
لا تحملني يا حبيبي واتركني
حيث أنا يا أخي يا حسين
ادرك العيال يا سيدي واتركني
دونك نفسي يا بن الخيرتين
فسمع الحسين صراخ عياله
وسهام الظلمين خرقت العسكرين
وهموا بحرق معسكره فشد
عليهم بصولة طحنت الفرقتين
ورد الحسين لمركزه وانتبهتُ
أطوف بنفسي بين الحرمين
والله لاندبنك صباحا" ومساء
ولأصرخنٌ طول العمر يا حسين