أيها الأخيار.... بإقلامكم دمرتم مخططاتهم

ثامر الشويلي


عندما تكون الأقلام الحقيقية أقوى من السلاح الحديث الفتاك وأحد من السيف البتار لتغيير صنع القرار في الماضي والحاضر، فمن خلال الأقلام الوطنية المدافعة عن تراب وتراث أوطانها ، انكشفت مخططات ومخططات أراد بها الاعداء النيل من السلك التربوي والمنهاج الحقيقي الذي رسمه الله سبحانه وتعالى في الأرض ، فبالقلم الحقيقي كشف زيف الكثير من الجبابرة على مر العصور ، وهكذا نجد اهتمام الإنسان المتحضر بالقلم اهتماماً كبيراً، منذ قدم الأزمان لما له من الدور الكبير في صنع الحضارات والتاريخ وخاصة بعدما أقسم به الله سبحانه وتعالى في سورة القلم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (القلم الآية 1) وجاء ذكر أداة الكتابة في القرآن الكريم في سورة العلق أيضاً، قال تعالى {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم .

ولهذا وضع العرب والمسلمون القلم في مرتبة القداسة، وقالوا فيه الكثير شعراً ونثراً. حيث
قال الأصمعي: (القلم عود من العيدان ينوب عن اللسان إذا ما تباعدت الأوطان، وافترق الأحبة والخلان) أما الجاحظ فكان أكثر تفاؤلاً وظرفاً في وصفه للقلم، يقول : (ببكاء القلم.. تبتسم الكتب)! و (سبحان بادئ القلم ومُشرفه بالقسم .

فكان أحد الشعراء ، يتكسب من هجاء الناس:بشعره للقلم
لك القلم الأعلى الذي بثباته
يصاب من الأمر الكلى والمفاصل
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه
وأرى الجنى أشتات أيدٍ عواسل
فصيح إذا استنطقته وهو راكب
وأعجم إن خاطبته وهو راجل
ومن أشهر ما قيل شعراً في الفخر بالقلم قول أبو الطيب المتنبي، ذلك البيت الشهير الذي أورده موارد الهلاك وكان سبباً في مقتله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم

ومن الطريف أن بعض الحكام في العصور القديمة كانوا يخصصون الأقلام ويصنفونها حسب غايتها، فعندما يريد الحاكم أن يكتب لأعدائه كتاب تهديد ووعيد كان يستعمل قلماً مصنوعاً من غصن شجر الرمان، أما القلم المصنوع من خشب الورد فهو للكتابة إلى الأصدقاء والأحبة.
أما للمعاهدات والاتفاقات فكان الحكام يكتبون بقلم مصنوع من الذهب الخالص، المثبت في نهايته قطعة صغيرة من القصب يتوسطها سن رفيع من العظم.


لاحظ عزيزي القارئ ان منطلق سبيل ومبدأ القلم العلمي الحقيقي الغير مسير له الدور الضروري التغيري في كل زمان ومكان هو الكشف عن متطلبات كل مرحلة من مراحل الزمن، بأن الحالات والأوضاع السائدة في العالم التي يراد لها تدوين وتثبيت فيكون للقلم الدور الأساسي لتلك الحالات ، مهما كانت هذه الحالات او الأوضاع سيئة الصيت والمبدأ ام كانت جيدة وذات ثوابت فلابد للقلم وصاحب القلم ان يكتب وثبت الحقائق ويضعها على شارعة الأوراق في الصفحات البيضاء ، ففيه يكون سياج هذا السبيل التنموي والتغيري التي تصونه وتحترمه الأمم ، وتحول دون الخروج عنه وإتباع سبيل الهمجية الجوفاء الفارغة الغير المنضبطة،والتي ترتكز لاعلى أساس العلم ولا على أساس العقل والخارجة عن النظام الحقيقي الذي يفرق بنا السبل والطرق إلى سبل أخرى، فيضعف فيها الحوار ويقف أمامها القلم عاجز ، فيتحول الى تسلط ديكتاتوري خارج عن حرية التعبير المسئولة، والحرية التي تحقق الاهداف المنشودة العادلة المسئولة بان تضمن لكل حقائق التنوع في المجتمعات وخاصة المجتمع العراقي، وبكل أطيافه بأن يكون مجتمع ذا طابع تسوده الأدبيات الثقافية المنفتحة والمرتكزة على اساس العمل والهمة والانقاذ، فعدم استخدام القلم في المجال التربوي الصحيح والكاشف عن الاخطاء والمخططات التي يصطاد بها اعداء الاسلام من خلال مخططاتهم الجهنمية ،وخاصة في هذه المرحلة الخطرة التي يمر بها العراق الحبيب في هذه الايام العسيرة من تاريخه المعاصر والذي تكالبت عليه الاقلام المأجورة والمزيفة التي تريد طمس حضارة وثقافة هذا البلد الذي بدأت منه وفيه الكتابة بالقلم منذ قدم الحضارات منها السومرية الذي اول من خط قلم الكتابة المسمارية بالخطوط العريضة والواضحة على ألواحه وجدرانه في سومر جنوب العراق ، بأن يكون بلد متخلف ينشأ على اساس القتل والدمار والتسلط الحزبي الفئوي، لكن نقول هذا من المستحيل ان يكون لانه يوجد في عراق الحضارات عراق المقدسات الاقلام الحرة الطاهرة الشريفة التي تذود ليل نهار عن الاسلام المحمدي الاصيل وعن عراق المقدسات ارض الانبياء وشعب الاوصياء .

مشكوووووووووووووووووووور