قبيلة خفاجة
بقلم أمير الأوس والخزرج في العراق جاسم محمد راضي الأنصاري
الحمد لله رب العالمين ، نحمده حمداً كثيراً ونستعين به في كل أمر وشأن، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين......وبعد:
يفخر العرب بأحسابهم وأنسابهم ويعدّونها أساس وجودهم ومدعاة تشرفهم... كما اعتزوا بها قديماً وحديثاً وضبطوها واتجهوا اتجاهاً قوياً نحوها وأحاطوها بعناية كبيرة حتى شغلت جانباً من حياتهم وكانوا مدركين تمام الإدراك بإصول هذه الأنساب وإلمامهم بها على حقيقتها فأظهروا تعصبهم نحوها لأنها تمثل على أقل تقدير جزءً من كيانهم الاجتماعي المتطور.
والشاعر عبد الله بن خليفة الطائي اليمني يُعلن ولائه لقومه على رغم خذلانهم إياه فيقول:-
فلا يبعدن قومي وإن كنت نـــــــائياً
وكنت المضاع فيهـمو والمكـــــفرا
فلا خير في الدنيا ولا العيــش بعدهم
وإن كنت عنهم نائي الدار محصرا
والحديث عن قواعد الأنساب العربية سهل وممتع ، سهل لأن مصادره الأصلية متوفرة ومتاحة ودلالته مشاهدة وملموسة، وممتع لأنه يدلنا على تطور العلاقات الاجتماعية داخل القبائل العربية وعلى ما كان يترتب على تلك العلاقات من التزامات تفرضها نوعية الحياة التي كانوا يحيونها في أزمانهم وبيئاتهم المختلفة.
ومعرفة الأنساب نعمة من النعم التي كرم الله تعالى بها عباده فهي مندفع الى مكارم الأخلاق ومزدجر عن رذائل الأعمال فمتى عرف الأنسان في أصله شرف وصلابة عود ومنبت طيّب فإنه يأنف من تعاطي الدنايا وارتكاب ما يسئ لسمعته ويضر بموقفه من العشيرة.
كما أن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قاله تعالى ( واختلاف ألسنتكم وألوانكم...) (سورة الروم / آية22) .
وكان للتدوين الإسلامي أثر بالغ في تثبيت الأنساب وإقرارها ، قال تعالى
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...) ( سورة الحجرات/ آية 12) ، وقال نبي الهدى ورسول الانسانية محمد (صلى الله عليه وآله) : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر) فقد أعطى الإسلام للأنساب اهتماماً خاصاً ووضع جملة شرائع وقوانين حفاظاً على نظافة المجتمع وأخلاقه وبناء أواصر سليمة وأنساب معلومة وصلات محددة .
وقد شجع ذلك المسلمين على الاهتمام بالاسرة والأنساب واحترام رابطة الدم وصلة الأرحام لبناء مجتمع متماسك وعفيف وقد أدت تلك الرعاية وذلك الإهتمام الى بقاء المجتمع الإسلامي محافظاً على ملامحه وأواصره الأصيلة حتى اليوم.
وتعد الكتابة في تاريخ الاسر والقبائل من الاطروحات الاجتماعية والفكرية المهمة التي لفتت أنظار المؤرخين ولنا الشرف الكبير في أن نضع بصماتنا على سلالات وبطون قبيلة خفاجة ذات الجذور الثابتة والفروع اليافعة وما لعبته من دور كبير في تاريخ العرب والإسلام وما رسمه رجالها الأفذاذ من مآثر بطولية طرزت صفحات التاريخ....
وبنو خفاجة من العشائر العربية الكبيرة بثقلها السكاني والتي تفخر بقيمها العربية الأصيلة وتواصلها مع مآثر الأجداد الخالدة وهي موزعة في مناطق العراق كافة من الموصل حتى ذي قار، وقد ذكرهم ابن الأثير الجزري في كتابه اللباب في تهذيب الأنساب ج1 ص307 :الخفاجي:بفتح الخاء والفاء وبعد الألف جيم هذه النسبة الى خفاجة ، وهو اسم امرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وهم القليل المشهور، يُنسب اليهم الشاعر المفلق أبو سعيد بن سنام الخفاجي، كان يسكن حلب.
والخفاجي : بفتح الخاء المنقوطة والفاء وفي آخرها الجيم هذه النسبة الى خفاجة، وهي اسم امرأة، هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برية السماوة، وولد لها أولاد وكثروا، وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وكان أبو أزيد يقول : يركب منها على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة. ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم ، والمشهور بالانتساب اليهم :
الشاعر المفلق أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، كان يسكن حلب وشعره مما يدخل الاذن بغير إذن(1).
و (خفاجة) حي من بني عامر، وهم من قيس عيلان، منهم عمران الخفاجي الذي طلبه عضد الدولة من بابويه فاستجار بقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجاره، وبنى المسجد المعروف في عكس القبلة من الصحن الشريف في النجف الأشرف وعليه تاريخ.
و(خفاجة) هم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية، وقد انتقلوا الى العراق والجزيرة، وكان لهم بسارية العراق دولة من قديم الزمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأنساب/ السمعاني/ المجلد 2/ ص442.
ويستدل من الروايات التاريخية أنهم انتقلوا الى العراق في القرن الرابع الهجري، وامتلكوا الكوفة والسواد عدّة قرون من السنين، وكانوا هم السبب في خراب الكوفة وقرى السواد.
منهم عمران بن شاهين الخفاجي، صاحب البطائح، ومؤسس إمارة آل شاهين فيها.
وخفاجة اليوم لا تزال قبيلة كبيرة توجد في ثلاث أمكنة من العراق:-
أ- خفاجة جبشة: والمشهور عنهم أنهم بقايا قبيلة خفاجة الكوفة، تقع منازلهم في الجهة الشرقية من الفرات بين الشنافية والسماوة.
وفروعهم : البو خاورهن (البو خويرة)، آل كعد، آل راشد، آل سبتي، آل عجيل، آل كَريطي.
ب- خفاجة المجرية: تسكن بين الحلة والكفل في أراضي نهر المكرية (المجرية) ومنهم في أراضي نهر الطهمازية ، وفروعهم :
1- آل زور: وفروعهم: البو حسن، البو ناصر، البو عبد الله، البو عبيد.
2- البو خليل: الرؤساء.
3- الصلخة: ويسكنون في الويسية وراك سويلم وفروعهم: الشريف، الحلفة، الحمّاد، البو فروخ، البو خليف.
4- الجدوع.
5- اللوبة.
6- آل عجمي: ويسكنون بالجازرية في نهر الشاه وفروعهم: العمر، الحمادة، الحضان، البو حسين، المساعد، البو مشعان، الخفيف( ومنهم الرؤساء) الشحيل، ومن آل عجمي في المسيّب (الترابيون) ويسكنون في الجفجافة من أراضي المسيب التابعة للأسكندرية.
7- آل خنيفر: وفروعهم: آل رشيد، النجم، آل عبد الله، آل حمود، البو عباس، المجحيل، البو عبيد وهم البو عبيد في آل زور.
8- هوى الشام: ويسكنون نهر الشاه.
9- آل متيج.
10- الهيّاب: وهم أحلاف، ويسكنون في نهر الشاه.
11- الرفيعات: وهم من الرفيع، ويسكنون نهر الشاه.
12- الطرفة: رئيسهم ابراهيم السماوي في نهر الشاه.
13- البو سرية، وفروعهم: الدراج، السفافحة، البو عبيد.
14- الحنّان: ويسكنون نهر الشاه.
15- الدغافل: ويسكنون بالقرب من الشنافية.
ج- خفاجة الشطرة: ومنازلهم : دكة العبد، والطبرية، والشاهينيات، والعمرانية، وهم يشكلون جزءاً من عشائر الأجود، وفروعهم:
1- آل عبد السيد.
2- آل عَصِيدة.
3- آل عليوي: وهم فرقتان من أصل واحد:
أ- الفرقة الأولى: آل أشجان ومنه الرئيس، وآل ركية، وآل شلوك، وآل خنجر (ومنهم البو مطر في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر).
ب- الفرقة الثانية: وتشتمل على: آل طربوش ومنهم الرئيس، والزيادات.
4- الطحالبة. 5- المشاخيل. 6- آل عويد.
7- آل شمخي. 8- آل اسعيد.
9- البو شهاب.
10- آل سالم.
11- الطوينات.
12- المراونة.
13- آل حمام- حلفاء ركابيون.
14- جنانة- حلفاء كنانيون.
وهناك فرق أخرى من خفاجة متوزعة في بعض مناطق العراق، كالطهامزة، والوزون في كربلاء، ومن الوزون أيضأ في محافظة ديالى(1).
وعدّ المحامي عباس العزاوي في الجزء الرابع ص86 من كتابه عشائر العراق خفاجة من الأجود، وقال عنها : وهذه من العشائر القديمة وأعتقد أنهم كانوا في العراق قبل الأجود بكثير من الزمن. والسلطة صارت الى المنتفق، وصاروا يعدون في عداد الأجود. ولها مكانة رفيعة بين العشائر. وبيدها سلطة واسعة. قسم كبير منها في شطرة المنتفق. في أراضي الدجة بين الناصرية والشطرة. ومنهم في كربلاء وبغداد وديالى. ولا نعلم تاريخ ورودهم بالضبط . والظاهر أنه أيام الفتح الإسلامي أو بعده.
وخفاجة من بطون الخلعاء من قبائل بني عقيل من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، ومن خفاجة توبة صاحب ليلى الأخيلية التي قالت:
فلا والله يا ابن أبي عقيلٍ تبلّك بعدها عندي بلالُ(2)
واما ليلى الأخيلية فهي من عبادة فهي من العشائر العدنانية وأقرب الى الأجود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني/ ص92-94.
(2) الاشتقاق/ ابن دريد/ ص182.
وكانت لهم الزعامة مدة، والمكانة التي لا تُنكر، لا توازيهم في قوتهم عشيرة. وفي أواخر أيام المغول كان الحاكم بأمر الله العباسي قد اختفى عن المغول ونجى، ثم خرج من بغداد وفي صحبته جماعة فقصد أمير خفاجة حسين بن فلاح فأقام عنده ثم مضى الى دمشق(1)...
وقال ابن بطوطة: كانت السلطة بيدها في أنحاء الكوفة وما والاها ثم تحولت القوة الى ضعف وأصابها تشتت، وأسباب ذلك كثيرة وأهمها عوادي الطبيعة، والعدوان بين العشائر، أو بينهم أنفسهم ... فلا نرى عشيرة إلا تغيّرت.
واليوم فقدت كثيراً من مكانها، وصارت تعد من عشائر الأجود وتحولت السلطة، ولا مانع من ذلك والأجود وخفاجة من جد واحد ... تناوبوا الرئاسة وتوالوا عليها، ونحاول عبثاً أن نجد مدوناتهم التاريخية متصلة. ونخوتهم (عامر) ودخلت في عدادهم عشائر كثيرة مثل عبودة والطوينات. ويقول العزاوي: استقيت المعلومات عن هذه العشيرة من الشيخين زامل المناع وخيون العبيد ومن آخرين(2).
أما ثامر عبد الحسن العامري فقال في ج3 من موسوعة العشائر العراقية ص292 : إن عشيرة خفاجة من العشائر العربية التي تؤكد بعض المصادر على أن أصلها من الجزيرة العربية وقد نزحت الى العراق منذ القدم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ العراق / ج1/ ص540 وج2/ قسم الملحق ص16.
(2) عشائر العراق / العزاوي/ ج4/ ص86-87.
وفي ص86 / ج4 من كتاب عشائر العراق اكد العزاوي أن تسمية خفاجة نسبة لإسم امرأة أسمها خفاجة، وكذلك أنها من بطون الخلعاء كما ذكرها ابن دريد في الصفحتين 181و182 من كتابه الاشتقاق.
ولا بد من الإشارة الى ما كتبه المؤلف عمر رضا كحالة في ج1 من كتابه معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ص350 والتي أورد فيها مصادر عديدة اعتمدها في الكتابة عن خفاجة. فقال:
خفاجة: من عشائر لواء الحلة، تقطن في ناحيتي الكفل والقاسم، على الجانب الأيمن من شط الحلة، وفي نهر الشاه، ويعيش رجال هذه العشيرة على الزراعة، ويقدر عددها بـ7000نسمة ( عامان في الفرات الأوسط لعبد الجبار فارس ص79).
خفاجة: فرقة من الولدة، تقيم في أنحاء الفرات، وفي قرى شعيب، مسكنة، وحويجة فصيح. ( عشائر الشام لوصفي زكريا ج2/ ص217).
خَفَاجة بن عمرو: بطن من بني عُقيل بن كعب، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بَكر بن هَوزان بن منصور بن عكرمة بن حَفصة بن قيس بن عيلان.
كانوا يقطنون قبل الإسلام الجنوب الشرقي من المدينة، ويملكون فيها القرى والمزارع، ثم انتشروا فيما بين الجزيرة والشام، في عدوة الفرات، وكان لهم ببادية العراق دولة، وسكنوا بنواحي الكوفة، وكانت منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية.
وكانوا كالرعايا لبني حمدان، يؤدون اليهم الإتاوات، وينفرون معهم في الحروب، ثم أقاموا في العراق ، وملكوا ضواحيه، وكانت لهم مقامات وذكر، وهم أصحاب صولة وكثرة، فسار منيع بن حسان أمير خفاجة سنة 417هـ الى الجامعين، وهي لنور الدور دبيس، فنهبها، فسار دبيس في طلبه الى الكوفة، ففارقها، وقصد الأنبار، وهي لقرواش، كان استعادها، فلما نازلها منيع قاتله أهله فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل بنو خفاجة الأنبار ، ونهبوها، وأحرقوا أسواقها.
ولما استولى طغرلبك على النواحي، وأحاط بأعمال بغداد من جهاتها، دعاه دبيس صاحب الحلة الى قتال خفاجة، وقد عاثوا في بلاده فاستنجد به وسار اليهم فأجلاهم عن الجامعين، ودخلوا المفازة وأتبعهم فأدركهم بخفان، فأوقع بهم وغنم أموالهم وأنعامهم، وحاصر حصن خفان، وفتحه وخربه.
ثم في سنة 446هـ قصد بنو خفاجة الجامعين وأعمال نور الدولة دبيس، ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال، وكان نور الدين شرقي الفرات، و خفاجة غربيها، فأرسل نور الدولة الى البساسيري يستنجده فسار اليه ، فلما وصل عبر الفرات من ساعته، وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين، فإنهزموا منه ودخلوا البر فلم يتبعهم، وعاد عنهم فرجعوا الى الفساد، فاستعد لسلوك البر خلفهم أين قصدوا،وعطف نحوهم قاصداً حربهم ، فدخلوا البر.
وسار الحجاج سنة 485هـ من بغداد فقدموا الكوفة ورحلوا منها، فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان، وبعد العسكر فأوقعوا بهم وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، وانهزم باقيهم ونهبوا الحجاج وقصدوا الكوفة، فدخلوها وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها فرماهم الناس بالنشاب، فخرجوا بعد أن نهبوا وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء فوصل الخبر الى بغداد، فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا فأدركهم العسكر فقتل منهم خلق كثير ونهبت أموالهم وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة.
أما الدكتور عبد الجليل الطاهر في كتابه العشائر العراقية / ص199 فقال عن خفاجة:-
عشيرة متوطنة قوية يشتغل قسم منها برعاية الماشية يتمتعون بسمعة طيبة أكثر من جيرانهم (عبودة) و (آل ازيرج) الذين ليسوا على وفاق معهم، هاجر عدد كبير من العشيرة الى سوق الشيوخ والبصرة بسبب قلة الكلأ والعشب، لذا نجد أن معظم من يشتغل بالحمالة في البصرة من النساء من عشيرة خفاجة. ووقفت بعض فروع خفاجة وأفخاذها ضد الإنكليز والبعض الآخر الى الحياد ولكن البعض منها كانوا أصدقاء أوفياء لهم. ولكن العشيرة على العموم لم تكن معادية لنا مثل عشيرة (عبودة).
الواقع أن (آل حمام) هم من (بني ركاب) دخلوا في راية خفاجة بسبب إقامتهم في ديارهم أما (الطونيات) فهي عشيرة لها كيانها الخاص بها وقد اتصلوا بخفاجة لأنهم يسكنون في ديارهم. ولا يوجد شيخ متنفذ ما عدا ( علي الفضل) ذي السيطرة الواسعة.
وأضاف الدكتور عبد الجليل طاهر في ص118 من كتابه العشائر والسياسة (تقرير سري لدائرة الاستخبارات البريطانية) إنها عشيرة مهمة تسكن وادي الرافدين وقسم منها مع المنتفق شمال الناصرية وآخرون مع الكبشة بالقرب من الشنافية. لا يوجد أي اتصال سياسي بين الجماعات الثلاث ، لقد تفرق أفراد العشيرة عند جفاف المياه في شط الحلة ولكنهم الآن عادوا الى اماكنهم.
أما أحمد عبد الرضا كريم فقد أشار في ص345 من كتابه الأنساب المنقطعة الى أن ( بني خفاجة) هم احدى القبائل الخمس التي انحدرت وتكونت من قبائل بني كعب المتفرعين من مضر.
وقال ابن خلدون في ص14/ المجلد السادس من كتابه تاريخ ابن خلدون:-
في حديثه عن الطبقة الرابعة من العرب ....
كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة والرَبَذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تُهامة والمدينة وأرض الشام، وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، ونُمير بن حامد معهم، وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلهم في الإسلام الى الجزيرة الفراتية فملك نُمير حّران ونواحيها. وأقام بنو هلال بالشام الى أن ظعنوا الى المغرب كما نذكر في أخبارهم، وبقي منهم بقية بجبل بني هِلال المشهور بهم الذي فيه قلعة صَرخد وأكثرهم اليوم يتعاطون الفلح، وبنو كلاب بن ربيعة ملكوا أرض حلب ومدينتها كما ذكرناه، وبنو كعب بن ربيعة دخلت الى الشام منهم قبائل عُقيل وقشير وجريش و جعدة فانقرض الثلاثة في دولة الإسلام، ولم يبق الا بنو عقيل.
وقال الجِرجاني: إن بني المنتفق كلهم يعرفون بالخلط، ويليهم في جنوب البصرة إخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك ابن عوف بن عامر، وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين و غمارة وملكوها من يدي أبي الحسين الأصغر بن تغلب. وكانت هذه المواطن للأزد ، وبني تميم وعبد القيس فورث هؤلاء أرضهم فيها وديارهم.
قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بنو عصفور، وكان من بني عقيل خُفاجة بن عمرو بن عُقيل، كان انتقالهم الى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه، وهم الآن ما بين دجلة والفرات، ومن عقيل هؤلاء عبادة بن عقيل ومنهم الأجافل لأن عبادة كان يعرف بالأجفل، وهم لهذا العهد بالعراق مع بني المنتفق، وفي البطايح التي بين البصرة والكوفة و واسط الإمارة فيهم على ما يبلغنا لرجل اسمه قيان بن صالح، وهو في عدد ومنعة، وما أدري أهو من بني معروف أمراء البطائح بني المنتفق أو من عبادة الأخاثل، هذه أحوال بني عامر بن صعصعة واستيلاؤهم على مواطن العرب من كهلان وربيعة ومضر.
أما ما ذكره السمعاني في كتابه الأنساب ج4 ص100: بأن عبادة حي من العرب كثير عددهم، نزلوا على جانب من الفرات.. وقال : سمعت أبا أربد الخفاجي في برية السماوة وقلت: أي العرب أكثر؟ فقال: نحن أكثرهم عدداً وخيلاً، وعبادة أكثر جملاً، وغزية أكثر رجلاً، ثم قال : يكون في قبيلتنا خفاجة ستون ألف فارس، ومن ولد عبادة بن الصامت الأنصاري.
وكما جاء في كتاب اللباب في تهذيب الأنساب لإبن أثير الجزري ج2 ص95بأن: عبادة هم حي من العرب كثير عددهم نزلوا على الفرات وإلى عبادة بن الصامت، ومن ولده أبو اسحاق ابراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت العبادي الأنصاري البغدادي نزل ثغر الشام وكان يُجالس أحمد بن حنبل (رض) كثيراً ويصحبه.
أما ما ذكرته بطون الكتب التاريخية ومنها نسب معد واليمن الكبير للسائب الكلبي ، وجمهرة أنساب العرب لإبن حزم الأندلسي ، وفي كتاب الإصابة للعسقلاني، وأسد الغابة للجزري : فولد عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: سالماً؛ بطن وغنماً، وهو قَوقَل، سُمي قوقلاً لأن الرّجل كان إذا نزل المدينة قيل له: قوقِل حيث شئت معناه: انزل حيث شئت، أمّهما نُعم بنت مالك بن النجار.
فولد قوقل: ثعلبة ومَرضَخة، وأبيّ، وحبيب، ومالك. منهم: الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل، من شهداء أحد، وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم، عقبي، نقيب؛ وابناه محمد والوليد، ومن ولده: أبو منيع الوليد بن داود ابن محمد بن عبادة بن الصامت، وأخوه النعمان بن داود، محدّث، روى عنه أبو نعيم؛ وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، محدثان. وكان من ولد عبادة بن الصامت قوم يسكنون بالمدينة عندنا بباب العطارين بقُرطُبة، يُعرفون ببني هارون؛ ومالك بن الدُّخشُم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة، بدري.
وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فِهر بن ثعلبة بن قوقل، واسمه غَنَم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان... شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيباً على القواقل بني عوف بن الخزرج.
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد أعلاه بأن عشائر خفاجة الذين سكنوا برية السماوة والنجف والكوفة والحلة والذين بلغ تعدادهم ستون ألف فارس في القرن الخامس الهجري، هذا ما أكده السمعاني الذي يقول : سمعت أبا أربد الخفاجي في برية السماوة فقلت: أي العرب أكثر، فقال نحن أكثرهم عدداً وخيلاً، وعبادة أكثر جمالاً، وغزية أكثر رجالاً، ثم قال : يكون في قبيلتنا خفاجة ستون ألف فارس من ولد عبادة بن الصامت الانصاري، فالغريب في هذه الملاحظة بأن خفاجة المنتفق دخلوا بنفس الفترة الزمنية أي في سنة 650 هـ ولم يكن لهم أسم علم اسمه خفاجة أو عبادة وإنما كان بإسم بني عقيل ورئاستهم الى آل عصفور، وكل ما ورد في تاريخ المؤرخين من إمارات متعددة وأراضي واسعة أستولت عليها خفاجة أو عبادة هي خفاجة وعبادة الأصل وليس الذين دخلوا العراق في عهد الدولة العباسية لأن زمنها لا تُشكل فيه إمارة وإنما بعد سقوطها دخلوا الى العراق التتر والمغول وأصبح العراق محتلاً فمن أين جاء النسابون بإمارات الموصل و الكوفة والبصرة وإمارة عانة ولا صحة لها في التاريخ ولا في منطق العقل.. إذاً لا أصل ولا علاقة لبني عقيل المتمثلة بعبادة وخفاجة التي دخلت العراق في هذا الوقت ولا يمكن لهاتان القبيلتان العريقتان عبادة أو خفاجة اللتان دخلتا العراق منذ 700 عام وأصبحت لهم قبائل عريقة وكبيرة وعميقة الجذور في حين لم تشير المصادر التاريخية بأن قبيلتا خفاجة وعبادة دخلتا الى العراق وإنما هما إسمان يعودان الى بني عقيل، أما ما أشار اليه ابن خلدون بأنهم سكنوا مدينة البصرة مع أبناء عمومتهم بني عامر وهو أخو المنتفق هذا لا علاقة له بمنتفق العراق لأن منتفق العراق هو اتفاق عشائري ما بين قبائل بني سعيد وبني مالك والأجود في زمن العثمانيين وكان يرأسهم سعيد بن معروف الرافعي الذي سكن العراق غير الذي يقصده العلامة ابن خلدون آل معروف المنتفق لم يسكنوا العراق وهم سكنوا شمال أفريقيا فلا يجوز الربط بين الاتفاق العشائري وما بين المنتفق بن صعصعة الذي سكن شمال أفريقيا وأعدت سلالته من الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة.
وإن تسمية خفاجة وهي أسم امرأة هذا ما ذكره لي أبو زيد الخفاجي في برية السماوة وولد لها أولاد وكثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وكان أبو أربد الخفاجي يقول: يركب منا على الخيل أكثر من ثلاثين فارس سوى الركبان والفرسان ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم وهم من ذرية الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي... وإننا ننفي بأن خفاجة العراق من ذرية بنو عقيل بن كعب بن صعصعة لأن أبا أربد الخفاجي قد سكن العراق هو وأبناء عمومته من قبائل عبادة وغزية منذ الفتوحات الإسلامية وهذا ما لا ينطبق مع تعدادهم الأول الذي يقول فيه السمعاني بأنهم كانوا ستون ألف فارس والذين دخلوا العراق من شمال أفريقيا سنة 650هـ وسكنوا نفس المنطقة كما يزعمون، ولا يوجد علم بإسم خفاجة أو عبادة وإنما لبني عقيل ولم يسكنوا برية السماوة...وكما جاء في كتاب اللباب في تهذيب الأنساب لإبن أثير الجزري المتوفي سنة 630هـ / المجلد الثاني ص95 : العبادي: وهو حي من العرب كثير عددهم نزلوا على الفرات وإلى عبادة بن الصامت ومن ولد أبا اسحاق بن ابراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت العبادي البغدادي والذي نزل ثغر الشام إضافة الى سكنهم في برية السماوة والكوفة والنجف.. وهناك كثير من المصادر تشير الى هذا النص.. ولكن ما أراده النسابون هي محاولة لطمس الحقيقة والهوية العربية الأصيلة المتمثلة بالأنصار وهم قبائل الأوس والخزرج وهذا ليس بجديد وإنما منذ القدم ،ولم يغور النسابة والمحققين في أنساب العرب في عمق التاريخ وأنما اتجهوا الى سلالات وهمية سُطرت في كتاب ابن خلدون مما جعلهم يستسهلون هذه السلالات ليتجهوا بكافة القبائل العربية الى الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة، فعلى خفاجة وعبادة وغزية أن تصحح سلالاتها لأنهم من أصل عرب الطبقة الأولى من العرب الذين جاءوا من اليمن الى شبه الجزيرة العربية والمدينة المنورة ومن ثم اتجهوا الى العراق وبلاد الشام في الفتوحات الإسلامية..وسلالاتهم تأصيلية وتوصيلية وأعدهم المؤرخون القدامى من رجال (القواقل) من قبائل الخزرج الذي كان يحتمي به الرجل عندما يقول قوقل حيث شئت أي احتمي أينما شئت .. وهو عنز بن سالم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الذي ترجع اليه سلالات عبادة وخفاجة وغزية وآل علي المتمثلة بآل سعود في المملكة العربية السعودية..
وهم الآن منتشرون في أنحاء عديدة من العراق والوطن العربي، وثقلهم الكبير في مناطق الفرات الأوسط والمنطقة الجنوبية... ومنهم:-
آل كريطي/ يرأسهم الشيخ جاسب عطية جفيل.
آل كعد/ يرأسهم الشيخ حسين مهول شاهود/ الديوانية.
عشيرة آل عطية/ يرأسهم الشيخ ناجي عبد الرضا ضيدان، ويقطنون محافظة ذي قار، وتتكون من الأفخاذ التالية:-
* آل حبيب/ يرأسهم الشيخ صاحب عبد الله.
* آل علي/ يرأسهم الشيخ جواد كاظم.
* آل سعود/ يرأسهم الشيخ شعلان نايف.
* آل ذياب/ يرأسهم الشيخ كريم أحمد ذياب.
* آل طلب/ يرأسهم الشيخ ناصر سعود.
* آل ضيدان/ يرأسهم الشيخ سلمان عبد الرضا.
عشيرة آل حاج صالح/ ويقطنون محافظة ذي قار/ ناحية الغراف/ ويرأسهم الشيخ ساجد علي سمير، وتتكون من الأفخاذ التالية:-
1- آل يوسف/ يرأسهم الشيخ فايز هاشم.
2- آل نايف/ يرأسهم الشيخ ناصر منجور.
3- آل مشجل/ يرأسهم الشيخ نصيف جاسم.
4- آل منجور/ يرأسهم الشيخ جبار منجور.
5- آل فرج/ يرأسهم الشيخ كريم فرج.
6- آل عبار/ يرأسهم الشيخ موكر أحمد.
عشيرة آل كريبي/ ويرأسهم الشيخ شهيد شبيب آل معله، ويقطنون محافظة ذي قار/ ناحية الغراف/ وتتكون من الأفخاذ التالية:-
1- آل كاظم/ يرأسهم الشيخ شعلان كريم كاظم.
2- آل راضي/ يرأسهم الشيخ محسن راضي.
3- آل معله/ كاظم شبيب.
4- آل ناعم/ يرأسهم الشيخ وحيد جابر.
5- آل حسن/ يرأسهم الشيخ خلف كاظم حسين.
6- البو خويطر/ يرأسهم الشيخ طعمة حسين محمد.
عشيرة الزيادات
الشيخ جبار ناعم حسين/ آل عودة/ الناصرية.
الشيخ عبد الرضا كريم حسن/ آل فهد/ ذي قار/ الناصرية.
الشيخ دحام عبود خفي/ آل ستير/ البصرة.
ملاحظة/ هناك أخوة لهم ذكروا في كتاب معجم الأوسي لكشف حقيقة أنساب القبائل وأصولها في ص607 الى ص623 ، وفي كتاب جواهر وذهب رجال الطبقة الأولى من العرب ج1 ص501 وص502، فمن أراد الإطلاع على أبناء عمومته فليراجع المصدرين المذكورين أعلاه...
المصادر:-
1- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب/ القلقشندي.
2- اللباب في تهذيب الأنساب / ابن الأثير الجزري.
3- صبح الأعشى/ القلقشندي.
4- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.
5- الأنساب / السمعاني.
6- الأنساب المنقطعة/ أحمد عبد الرضا كريم.
7- العشائر العراقية/ د. عبد الجليل طاهر.
8- أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني.
9- موسوعة العشائر العراقية / ثامر العامري.
10- عشائر العراق/ المحامي عباس العزاوي.
11- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة/ عمر رضا كحالة.
12- الاشتقاق/ ابن دريد.
13- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي.
14- العشائر والسياسة/ د. عبد الجليل طاهر.
15- سبائك الذهب / السويدي البغدادي.
سلالة قبيلة خفاجة/من قبائل شمّر عنزة
(القواقل- السناعيس)