اليوم موضوعي شوي متعب وهو تقرير عن نضام وندوز فون القادم مع نوكيا
قامت مايكروسفت بإطلاق نظامها الجديدوندوز فون بعد انتظار طويل وبعد أن نال نصيباً واسعاً من النقاش والترقّب. ولا يخفى على المتابعين بأن مايكروسوفت كانت قد جندت إمكانيات وأموال ضخمة في سبيل عودتها بقوة إلى عالم الهواتف الذكية بعد أن وصلت حصتها في هذا السوق إلى أرقام خجولة جداً مقارنةً بالثلاثة الكبار: أندرويد, ايفون وبلاك بيري
لكن هنا لدينا السؤال الذي يطرح نفسه, هل يمثل Windows Phone 7 تهديداً لحصة أندرويد المتزايدة في السوق؟ الجواب هو نعم فيما لو أحسنت مايكروسوفت هذه المرة قيادة سفينة ويندوز فون 7. ففي الواقع لدى مايكروسوفت حالياً جميع المقومات المبدئية للنجاح. وأقول المبدئية لأن هذه المقومات التي سأذكرها الآن هي مقومات (نظرية) قد لا توظفها مايكروسوفت بالشكل الصحيح أو الذي يجذب المستهلك رغم أنها مقومات موجودة لدى مايكروسوفت بالفعل وهي:
•سيطرتها على سوق أنظمة التشغيل بنسبة هائلة تزيد عن 86%, مما يمهد لها الطريق بسهولة لدمج مختلف خدماتها بين هاتفها وأجهزة الكمبيوتر. قارن هذا بأندرويد الذي لا يوجد له حتى الآن طريقة رسمية معتمدة من غوغل لمزامنة الهاتف مع جهاز الكمبيوتر (الملفات, الموسيقى, .. الخ) على الرغم من وجود العديد من هذه البرامج التي تقوم بهذه المهمة لأندرويد إلا أن طريقة مُدمجة وسهلة ولا تحتاج إلى أية تنصيبات أو إعدادات إضافية هي عامل جذب كبير للمستخدم ذو الخبرة المحدودة تقنياً (جزء هام إن لم نقل الجزء الأكبر من المستخدمين). لكن في المقابل فالسيطرة في سوق أنظمة التشغيل لا يضمن النجاح فحصة آبل من نظام Mac تبلغ حوالي الستة بالمئة فقط لكنها تفوقت على مايكروسوفت بمراحل كبيرة عن طريق تقديمها لمستخدمي ويندوز برنامج واحد فقط هو iTunes. وبالتالي قد لا تكون السيطرة على سوق أنظمة التشغيل لسطح المكتب عاملاً حاسماً, لكنها ستكون كذلك لو أحسنت مايكروسوفت هذه المرة الاستفادة منه بحنكة أكبر.
•نجاحها في سوق الترفيه والموسيقى: الترفيه والموسيقى هما عامل حاسم في نجاح أية منصة. تستطيع أن تجلس محاولاً إقناعي حتى صباح غد بأن آيفون ناجح في عالم الأعمال .. ربما, لكنك لن تستطيع إنكار أن أهم أسرار نجاحه كان الطريقة الجديدة والمبتكرة لآبل في تقديم الترفيه لمستخدميها عبر أجهزة iPod المختلفة واتفاقياتها مع شركات إنتاج الموسيقى وسعي ستيف جوبز المحموم حينها لإقناع شركات الإنتاج بسياسة بيع الأغنية بدولار عوضاً عن إجبار المستخدم على شراء الألبوم كاملاً التي استهجنتها الشركات في البداية ثم أثبتت نجاحها بشكل كبير. الموسيقى عامل حاسم وأساسي في نجاح أية منصة, ومايكروسوفت لديها Zune المنصة الترفيهية المتكاملة ذات الواجهات الجذابة وطريقة الاستخدام العملية. Zune ستكون مدمجة مع نظام ويندوز فون 7 بينما في أندرويد, وعلى الرغم من توفر بعض برامج تشغيل الموسيقى الرائعة له, إلا أنه يفتقر إلى تطبيق أو تجربة موسيقى متكاملة من غوغل. فهذا أيضاً أحد نقاط المنافسة القوية من مايكروسوفت. لكن غوغل تعكف في هذه الأيام بالذات على وضع اللمسات الأخيرة لخدمتها الموسيقية الجديدة كوكل موسيقى وهي خدمة تنقل التجربة الموسيقية إلى عالم السحابة Cloud Computing وسننتظر لنرى كيف سيتم دمج هذه الخدمة مع أندرويد.
•الألعاب: من لا يعرف اكس بوكس. منصة الألعاب الشهيرة من مايكروسوفت والتي تعتبر أحد أشهر منصات الألعاب وأكثرها انتشاراً في العالم. مايكروسوفت لديها خبرة كبيرة في مجال الألعاب وهو أحد المجالات الأساسية جداً من أجل نجاح أية منصة هواتف ذكية حديثة. وهي في هذا المجال جاهزة لمنافسة أندرويد بقوة, صحيح أن كمية كبيرة ومتزايدة من الألعاب عالية النوعية باتت تتوفر لأندرويد إلا أن خبرة مايكروسوفت في هذا المجال ستساهم في دعم منصة ويندوز فون 7 في مجال الألعاب. إلا أن غوغل لا تقف مكتوفة الأيدي فلديها حالياً شراكة قوية مع سوني التي تملك منصتها بلي ستيشن حصة أكبر من حصة XBOX. هذه الشراكة ستوفر لأندرويد مجموعة من أفضل الألعاب المتوفرة على منصة سوني كما أن غوغل لديها حالياً مشروع لا نعرف عنه الكثير له علاقة بالدخول بقوة في عالم الألعاب الاجتماعية كان آخر فصولها استثمار غوغل لما يقدر بأكثر من مئة مليون دولار
•توفر ويندوز فون 7 على طيف واسع من الأجهزة: ربما كانت أحد الميزات التي تميز بها أندرويد على كل من آيفون وبلاك بيري هو توفره على طيف واسع من الأجهزة المتنوعة الأشكال والميزات. هل تريد جهازاً بلوحة مفاتيح صلبة؟ لا مشكلة, هل تريد جهازاً بشاشة كبيرة؟ لا مشكلة, هل تريد جهازاً بشاشة صغيرة؟ لا مشكلة … أندرويد لديه كل شيء, وربما كان هذا أحد أهم أسباب التهام أندرويد لجزىء من حصة بلاك بيري وآيفون من السوق. لكن ويندوز فون 7 سيتّبع نفس الاستراتيجية وسيتوفر أيضاً على طيف واسع من الأجهزة يناسب جميع الأذواق وجميع الاحتياجات وهو بهذا سينافس أندرويد في أحد أهم مزاياه.
•واجهة الاستخدام الجديدة كلياً: يقدم ويندوز فون 7 واجهة استخدام جديدة ومبتكرة أُعجب بها كل من رآها. فهي ليست واجهة محدودة جداً كواجهة آيفون التي هي عبارة عن (قائمة تطبيقات) لا أكثر, بل فيها من الويدجتس Widgets واختصارات الوصول السريع ما يجعلها تقدم تجربة مستخدم ممتازة خاصة أن هذه الويدجتس وعلى غرار أندرويد تستطيع تقديم المعلومات (كالطقس وتويتر وفيس بوك وغيرها) بمجرد إلقاء نظرة سريعة على الشاشة ودون اضطرارك لفتح التطبيق بكامله لقرائة هذا التحديث. أي نفس تجربة المستخدم المميزة التي يقدمها أندرويد من حيث سرعة الوصول إلى المعلومة وإمكانية التخصيص. لهذا وبحسب النظرة الأولى أعتقد بأن ويندوز فون 7 يقدم تجربة استخدام مميزة لكن علينا أن ننتظر قليلاً كي نرى التجارب العملية من أصحاب هذا النظام قبل أن نتحمس كثيراً.
•الخدمات السحابية: الحوسبة السحابية أصبحت جزءاً من حياتنا, وهذا الجزء يتسع يومياً ولا أعتقد بأنه سيحتاج إلى أكثر من سنتين كي يحيط بنا من كل جانب ويصبح جزءاً لا نستطيع الاستغناء عنه حتى في أبسط الأمور في حياتنا اليومية. حتى من جربوا أندرويد وكرهوه لأسبابهم المختلفة لم يستطيعوا أن يخفوا إعجابهم بالطريقة التي يدمج فيها أندرويد هاتفك بالويب بشكل رائع. الخدمات السحابية هي ملعب غوغل الأساسي الذي لا يستطيع مبارزتها فيه أحد, وهو أحد أهم نقاط قصور الآيفون مقارنةً بأندرويد فآبل ليس لديها ما تقدمه في هذا المجال بل تعتمد على ما تقدمه لها شركات الطرف الثالث من تطبيقات قد تساعد نوعاً ما مستخدمي آيفون في هذا المجال لكنه بعيد كل البعد عن تجربة غوغل وأندرويد المتكاملة, لكن مايكروسوفت ليست آبل بل هي تملك خبرة كبيرة أيضاً في مجال الحوسبة السحابية وتُعتبر منافساً قوياً في هذا المجال فلديها بريدها الشهير هوتميل وحزمة تطبيقات أوفيس المتوفرة على السحابة بالإضافة إلى العديد من الخدمات السحابية الأخرى. صحيح أن خدمات مايكروسوفت السحابية قد لا ترقى من حيث الشهرة أو عدد المستخدمين أو تجربة الاستخدام المميزة إلى خدمات غوغل, لكنها تبقى منافساً يجب أخذه بعين الاعتبار في عالم يتجه إلى دمج هاتفك مع السحابة بشكل كامل. ولا تنسى أن مايكروسوفت نجحت في محرك بحثها بنك في جذب كل الاهتمام, فهو محرك بحث أثبت قوته بالفعل
حسناً, النقاط السابقة كما قلنا هي النقاط التي تُهيء لمايكروسوفت النجاح ومنافسة أندرويد بقوة فيما لو تم استثمارها بشكل صحيح هذه المرة, لكن علينا أن ننتظر قليلاً لنرى التطبيق الفعلي والمبيعات ومدى نجاح هذا النظام في جذب المستخدمين. لكن في المقابل دعونا لا ننسى أن لدى مايكروسوفت تحدياُ هائلاً يجعل النجاح صعباً يتمثل في النقطتين التاليتين:
1.قدوم مايكروسوفت جاء متأخراً, بل متأخراً جداً. هذا هو الرأي السائد الآن لدى جميع المحللين. مع صعود أندرويد الذي سيكون النضام الثني عالميا وبعده السمبيان, وحتى مع انخفاض حصة بلاك بيري وآبل إلا أنهما يحظيان بنصيب كبير أيضاً من الكعكة, هل ستستطيع مايكروسوفت اختراق السوق بالفعل؟ هل تركت لها بقية الشركات قطعة من الكعكة أم لم يبقَ في الطبق إلا الفُتات؟ هذا الأمر ستجيبنا عنه الأيام القادمة ونجاح مايكروسوفت أمر ليس بالسهل على الإطلاق.
2.مايكروسوفت توقفت عن الإبداع في السنوات الأخيرة, هذا ليس سراً. صحيح أن نظام ويندوز 7 ظهر بشكل جيد وأنقذ ماء وجه الشركة من فشل ويندوز فيستا الذريع, لكن على بقية الأصعدة نرى بأن مايكروسوفت توقفت عن الإبداع بالفعل, منذ أيام أعلنت إغلاق خدمة Live Space وتحويلها إلى WordPress وقبلها فشل هاتفها Kin فشلاً ذريعاً وانخفضت حصة متصفحها انترنت اكسبلورر إلى ما دون الخمسين بالمئة في سوق المتصفحات وهو أمر لم يكن ليتخيله أسوأ المتشائمين حول مايكروسوفت منذ عامين لا أكثر.حتى Don Dodge أحد كبار موظفي مايكروسوفت والذي انتقل إلى غوغل مؤخراً ذكر في تدوينة لة هذا الأمر بكل صراحة ووضوح: بأن مايكروسوفت في مرحلة جمود إبداعي ولم تعد تتمكن من اللحاق بالمنافسة من حولها. وبالتالي وبالرغم من الإعجاب العام بويندوز فون 7 إلا أن هذا لا يكفي لنتحمس كثيراً إذ لا يمكننا فصل نظام التشغيل الجديد هذا عن الجو العام والخدمات المختلفة التي تقدمها الشركة.